انظم الينا على :








الجمعة، 22 نوفمبر 2013

11

مقدمة:
تزامن امتداد النفوذ العثماني بالضفة الجنوبية مع ظهور السعديين بالمغرب وارتبط ذلك بتحولات سياسية وعسكرية فرضت على العالم الإسلامي ضرورة التحرك للحفاظ على كيانه السياسي والدفاع عن كيانه الترابي بكل الوسائل الممكنة. فما الوسائل الإدارية والعسكرية التي عملت على تحقيق هذه الغاية؟ وكيف أصبح الوضع الديني والاجتماعي في ظل هذا الظرف خلال القرنين 15 و16م ؟
I-اتخد التنظيم السياسي والاداري والعسكري للإمبراطورية العثمانية عدة مظاهر خلال القرنين 15 و16م.
1-اعتمد العثمانيون على جهاز إداري مركزي وآخر محلي :
أ- الجهاز الإداري المركزي
الباب العالي : وهو أعلى سلطة تتجسد في قوة السلطان المستمدة من قوة جيشه وهذا اللقب كان يطلق على الحكومة العثمانية ويعني في الأصل قصر السلطان وقد لقب السلطان العثماني بعدة ألقاب ك "البرين" و"البحرين" وكانت له سلطة مطلقة (تنفيذية تشريعية وقضائية باستثناء الأمور الإسلامية) .
الصدر الأعظم : أعلى منصب بعد السلطان وهو رئيس الوزراء ورئيس الديوان يعين الجيش وجميع المناصب الإدارية المركزية أو الإقليمية
الدفتر دار : المكلف بالشؤون المالية وحساب مواردها ومصاريفها وهويلي الصدر الأعظم كما يتمتع بحق تقديم العرائض المالية للسلطان
شيخ الإسلام : إصلاح الفتاوى الشرعية .
الكاهية باشا : الموظف العسكري الذي يتكلف بتسير الشؤون العسكرية للإمبراطورية
الشاوس باشا : موظف ينفذ الأحكام القضائية التي يصدرها القضاة
رئيس الكتاب : هو كاتب السلطان مهمته جمع القوانين
مجلس الديوان : يشرف على تسيير الشؤون العامة للدولة وهو أهم مجلس يقدم إقتراحات للسلطان أو للصدر الأعظم .
كان للإنتماء المجالي تأثير كبير على وضعية ومكانة صاحب منصب ما، ويتمثل ذلك في تراتبية أجهزة الدولة العثمانية وفيما يخص بروتوكول الإستقبال. فقاضي الرميلي كان أقرب وأعلى مكانة للسلطان من قاضي أناضول هذان القاضيان أول من يدخل على السلطان يليهما الوزير الأعظم والثاني والثالث ثم رئيس الكتاب ورئيس بيت المال ولا يرى غيرهم.
ب- الجهاز الإداري المحلي في الإمبراطورية العثمانية :
كانت الدولة العثمانية تنقسم إلى مقاطعات (سناجق) وعلى رأس كل مقاطعة وال "سنجق بك" له اختصاصات عسكرية وإدارية يساعده ديوان وصوباشي (وهو ضابط أمن بصفة أساسية) بعد اتساع أطراف الإمبراطورية أصبحت تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة فاضطرت الدولة إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة وعين على كل رأس ولاية أمير أمراء الألوية (بكلربك).
2- ساهم الجيش في تركيز نفوذ الدولة العثمانية :
أ- العناصر المكونة للجهاز العسكري في الإمبراطورية :
كانت عناصر الإنكشارية تتلقى تربية إسلامية وهناك قانون داخلي نظم علاقات هذه العناصر مع بعضها ومنع الزواج طيلة مدة الخدمة العسكرية وفرض عليها الطاعة المطلقة مما جعل عناصر هذا الجيش تفقد روابطها الأصلية دون أن تستطيع إكتساب روابط جديدة مما حي لديها روح الجماعة المهنية وروح الولاء لعرش السلطان.
كما كانت عناصر الإنكشارية تتكون من أسرى الحرب، وأصبحت الإنكشارية في نهاية ق 15 من أهم الفيالق العسكرية التي تسترد إليها الدولة وقد أبان هذا الجيش في مرحلة قوة الدولة العثمانية عن انضباط كبير وقوة دفاعية اكسبتها هبة كبيرة في الداخل والخارج.
-
ومن وظائف السباهية أنهم كانوا يشكلون ما يسمى بالتيمار العسكري وهو نظام يمكن جيش السباهية (الخيالة) من إدارة الأراضي الزراعية (التيمارات) التي تسلم لهم مقابل خدماتهم في الجيش ويقومون أيضا بجمع الضرائب من الفلاحين ولا يتلقون أجورهم من الخزينة العثمانية، والسباهية كانوا أكثر عددا ويتوفرون على امتيازات اجتماعية أحسن من الإنكشارية. فالجيش كان يقوم بأدوار تتمثل في المحافظة على الأرض والإستقرار وقمع الثورات.
ب- التجهيزات والمعدات العسكرية العثمانية :
استخدم الجيش العثماني السلاح الناري منذ ظهوره وانتصرت فرقته المدفعية كما انتصر بقوته العسكرية. إلا أنه تلقى هزيمة من طرف البنادقة في غاليبولي سنة 1416م الشيء الذي حملهم على التفكير جديا في إنشاء أسطول بحري وتجهيزه تجهيزا محكما من أجل حماية شواطئهم وفرض سيادتهم في البحر الأسود والبحر المتوسط ومواجهة القرصنة ودعم حركة الجهاد البحري ضد المسيحيين . 

II- طبيعية الدولة والنظم السياسية والإدارية في المغرب خلال العهد السعدي في ق 16م. 
1- طبيعة التنظيم السياسي والإداري بالمغرب خلال العهد السعدي . 
أ- التنظيم السياسي :
تميز المغرب خلال الحكم الوطاسي بالتجرئة والتفكك السياسي إذ لم يعد نفوذ الدولة يتجاوز القسم الشمالي ما بين واد أم الربيع وطنجة مما أثار القبائل ضدها، هذا بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي عرفتها المرحلة حيث توالي سنوات الجفاف والمجاعة ثم تفشي داء الطاعون. ومنذ ق 15م شن البرتغاليون هجمة استعمارية على المغرب شملت السواحل الأطلسية والمتوسطية، احتلت على إثرها سبتة من أجل السيطرة على التجارة الدولية للمواد النفسية واستغلال السودان، كما شكلت عبدة ودكالة المصدر الأساسي للتزود بالحبوب. في خضم هذه الأوضاع قامت الدولة السعدية سنة 1511 بثبني الجهاد والمقاومة من أجل توحيد المغرب، فقضت على الوطاسيين سنة 1554م .
ب- التنظيم الإداري المركزي
كان السلطان يترأس الجهاز الإداري وحمل كل ألقاب الخلافة اعتبار للأصل العربي السعدي ونسبهم الشريف واتخذ المغرب المركزي في عهد أحمد المنصور شكل جهاز سياسي إداري قوي شمل إلى جانب السلطان عدة مناصب عليا .  
ج- أهم المناصب في الإدارة الإقليمية :
بالنسبة للإدارة المحلية أو الإقليمية خضعت بدورها لتنظيم يدل على تطور واستقرار مؤسسات الدولة وعن حرصها على بسط نفوذها فتم توزيع البلاد إلى 12 ولاية أو إقليم أسندت إدارتها لعناصر تحظى بثقة المخزن .
2- إبراز أهمية المؤسسات العسكرية في الدولة السعدية خلال ق 16 : 
شهد الجهاز العسكري بدوره عناية خاصة منذ بداية عهد السعديين، فعملوا على تسليحه وتطوير مهاراته لمواجهة خصومهم في الداخل والخارج، فأعد المنصور جيشا نظاميا ذا فرق مرتبة ومتميزة بلباسها وأسلحتها ومهامها ويخضع للتدريب ويتلقى أجرته من بيت المال، وقد كان الجيش المغربي في عهد السعديين يتكون من العرب والعجم والأتراك والأندلسيين وعناصر بربرية وجيش مسيحي اعتنق الإسلام بعد أسره. إضافة إلى إعتماد الجيش السعدي على العناصر التركية، كما كانت سياسته تقوم على الكثير من التنظيمات العسكرية العثمانية، فاعتمد في آلاته العسكرية على المدافع والبنادق. كما طمح المنصور إلى تكوين إمبراطورية إسلامية غرب إفريقيا تكون قادرة على درء الأخطار الخارجية لاسيما بعد تزايد أطماع العثمانيين والإيبيريين، وقد تمكن من ذلك إذ ضم السودان فتقوت روابطه بالمغرب وجنى المنصور من ذلك الكثير من الذهب فلقب بالمنصور الذهبيإلا أن إحداث الجهاز العسكري ارتبط بعدة مظاهر في عهد المنصور الذهبي، إنتاج الكور والبارود وصنع المدافع التي كانت تضاهي المدافع الأوربية، وقد استغل في ذلك بعض المعادن المحلية كالنحاس الحديد، الفضة، وملح البارود. كما ثم الإهتمام بالأسطول البحري لتعزيز القواة السعدية بالشواطئ وفرض وجودها وتحكمها في الطرق التجارية البحرية وتشديد الرقابة في وجه السفن الأوربية وقد جنت الكثير من الغنائم من وراء ذلك
III- تباينت الأوضاع الدينية والإجتماعية في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م :
1- الأوضاع الدينية والإجتماعية في الإمبراطورية العثمانية :
 كانت الإمبراطورية العثمانية تجمع بين شعوب متعددة الأعراق والديانات والثقافات وتتكون من ولايات لكل منها تراتها التاريخي المختلف مما فرض عليها ضرورة تبني التسامح الديني وعدم الإقتصاء وحماية الإستقلال وتمتل هذا التنوع الثقافي في
- انتشار الديانة المسيحية الأورتودكسية بعد ضم القسطنطينية
- المذاهب السائدة في الإمبراطورية هي المذهب السني مما يفسر خلافهم المستمر مع الصفويين الشيعة.  
- انتشار المذهب الحنفي بشكل كبير داخل الإمبراطورية وتهميش المذهب المالكي.  
- تعدد الطرق الصوفية رغم معارضة فقهاء السنة لها نظرا لمساهمتها في إحياء الحماس الديني إبان أول مراحل التوسع العثماني وخاصة فرقة الدراويش.
على العموم كانت لدوي المناصب الدينية امتيازات عديدة منها إعفاءات من الضرائب و مناصب مهمة أملاك و ضيعات...
- شكلت الديانة الإسلامية أهم ديانة لأغلب السكان وحظي رجال الدين بمكانة هامة مما أدى إلى خضوعهم للهرمية. المفتي الأكبر أو شيخ الإسلام ، قاضيا (الرملي والأناضول) + 17 قاضيا
2- الأوضاع الدينية والإجتماعية في المغرب السعدي خلال القرن 16 : 
أ- الأوضاع الدينية : 
لعبت الزوايا دورا كبيرا كمؤسسة دينية إجتماعية : نشر العلم والمعرفة، مركز للصلاة والذكر والأدعية تقوم بدور تربوي مهم في الأوساط الشعبية ومأوى للمحتاجين وعابري السبيل. كما تعتبر الزاوية الجزولية من أهم الزوايا خلال هذه المرحلة وعنها تفرقت أهم الزوايا.
ب- الأوضاع الإجتماعية :  
تكون المجتمع المغربي في ظل الدولة السعدية خلال ق 16م  من فئات اجتماعية متنوعة  منها :
الفئة العليا : المكونة من رجال الحكم و قادة الجيش ، تمتعت هذه الفئة بامتيازات كبيرة .
الفئة الوسطى : تشكلت من اعيان المدن الذين اعتمدوا في حياتهم على التجارة و الصناعة .
العامة : تكونت من الفلاحين الصغار و العمال الفلاحيين و المشتغلون في قطاع الحرف . 
خاتمة

أدت التحولات السياسية بالبحر الأبيض المتوسط خلال القرن 16م إلى تقوية العثمانيين والسعديين للأجهزة الإدارية والعسكرية والحفاظ على الخصوصيات الدينية والإجتماعية لضمان الصمود في وجه المد المسيحي الإيبيري
{ Read More }


الخميس، 21 نوفمبر 2013

العثمانيون

مقدمة:
تزامن امتداد النفوذ العثماني بالضفة الجنوبية مع ظهور السعديين بالمغرب وارتبط ذلك بتحولات سياسية وعسكرية فرضت على العالم الإسلامي ضرورة التحرك للحفاظ على كيانه السياسي والدفاع عن كيانه الترابي بكل الوسائل الممكنة. فما الوسائل الإدارية والعسكرية التي عملت على تحقيق هذه الغاية؟ وكيف أصبح الوضع الديني والاجتماعي في ظل هذا الظرف خلال القرنين 15 و16م ؟
I-اتخد التنظيم السياسي والاداري والعسكري للإمبراطورية العثمانية عدة مظاهر خلال القرنين 15 و16م.
1-اعتمد العثمانيون على جهاز إداري مركزي وآخر محلي :
أ- الجهاز الإداري المركزي
الباب العالي : وهو أعلى سلطة تتجسد في قوة السلطان المستمدة من قوة جيشه وهذا اللقب كان يطلق على الحكومة العثمانية ويعني في الأصل قصر السلطان وقد لقب السلطان العثماني بعدة ألقاب ك "البرين" و"البحرين" وكانت له سلطة مطلقة (تنفيذية تشريعية وقضائية باستثناء الأمور الإسلامية) .
الصدر الأعظم : أعلى منصب بعد السلطان وهو رئيس الوزراء ورئيس الديوان يعين الجيش وجميع المناصب الإدارية المركزية أو الإقليمية
الدفتر دار : المكلف بالشؤون المالية وحساب مواردها ومصاريفها وهويلي الصدر الأعظم كما يتمتع بحق تقديم العرائض المالية للسلطان
شيخ الإسلام : إصلاح الفتاوى الشرعية .
الكاهية باشا : الموظف العسكري الذي يتكلف بتسير الشؤون العسكرية للإمبراطورية
الشاوس باشا : موظف ينفذ الأحكام القضائية التي يصدرها القضاة
رئيس الكتاب : هو كاتب السلطان مهمته جمع القوانين
مجلس الديوان : يشرف على تسيير الشؤون العامة للدولة وهو أهم مجلس يقدم إقتراحات للسلطان أو للصدر الأعظم .
كان للإنتماء المجالي تأثير كبير على وضعية ومكانة صاحب منصب ما، ويتمثل ذلك في تراتبية أجهزة الدولة العثمانية وفيما يخص بروتوكول الإستقبال. فقاضي الرميلي كان أقرب وأعلى مكانة للسلطان من قاضي أناضول هذان القاضيان أول من يدخل على السلطان يليهما الوزير الأعظم والثاني والثالث ثم رئيس الكتاب ورئيس بيت المال ولا يرى غيرهم.
ب- الجهاز الإداري المحلي في الإمبراطورية العثمانية :
كانت الدولة العثمانية تنقسم إلى مقاطعات (سناجق) وعلى رأس كل مقاطعة وال "سنجق بك" له اختصاصات عسكرية وإدارية يساعده ديوان وصوباشي (وهو ضابط أمن بصفة أساسية) بعد اتساع أطراف الإمبراطورية أصبحت تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة فاضطرت الدولة إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة وعين على كل رأس ولاية أمير أمراء الألوية (بكلربك).
2- ساهم الجيش في تركيز نفوذ الدولة العثمانية :
أ- العناصر المكونة للجهاز العسكري في الإمبراطورية :
كانت عناصر الإنكشارية تتلقى تربية إسلامية وهناك قانون داخلي نظم علاقات هذه العناصر مع بعضها ومنع الزواج طيلة مدة الخدمة العسكرية وفرض عليها الطاعة المطلقة مما جعل عناصر هذا الجيش تفقد روابطها الأصلية دون أن تستطيع إكتساب روابط جديدة مما حي لديها روح الجماعة المهنية وروح الولاء لعرش السلطان.
كما كانت عناصر الإنكشارية تتكون من أسرى الحرب، وأصبحت الإنكشارية في نهاية ق 15 من أهم الفيالق العسكرية التي تسترد إليها الدولة وقد أبان هذا الجيش في مرحلة قوة الدولة العثمانية عن انضباط كبير وقوة دفاعية اكسبتها هبة كبيرة في الداخل والخارج.
-
ومن وظائف السباهية أنهم كانوا يشكلون ما يسمى بالتيمار العسكري وهو نظام يمكن جيش السباهية (الخيالة) من إدارة الأراضي الزراعية (التيمارات) التي تسلم لهم مقابل خدماتهم في الجيش ويقومون أيضا بجمع الضرائب من الفلاحين ولا يتلقون أجورهم من الخزينة العثمانية، والسباهية كانوا أكثر عددا ويتوفرون على امتيازات اجتماعية أحسن من الإنكشارية. فالجيش كان يقوم بأدوار تتمثل في المحافظة على الأرض والإستقرار وقمع الثورات.
ب- التجهيزات والمعدات العسكرية العثمانية :
استخدم الجيش العثماني السلاح الناري منذ ظهوره وانتصرت فرقته المدفعية كما انتصر بقوته العسكرية. إلا أنه تلقى هزيمة من طرف البنادقة في غاليبولي سنة 1416م الشيء الذي حملهم على التفكير جديا في إنشاء أسطول بحري وتجهيزه تجهيزا محكما من أجل حماية شواطئهم وفرض سيادتهم في البحر الأسود والبحر المتوسط ومواجهة القرصنة ودعم حركة الجهاد البحري ضد المسيحيين . 

II- طبيعية الدولة والنظم السياسية والإدارية في المغرب خلال العهد السعدي في ق 16م. 
1- طبيعة التنظيم السياسي والإداري بالمغرب خلال العهد السعدي . 
أ- التنظيم السياسي :
تميز المغرب خلال الحكم الوطاسي بالتجرئة والتفكك السياسي إذ لم يعد نفوذ الدولة يتجاوز القسم الشمالي ما بين واد أم الربيع وطنجة مما أثار القبائل ضدها، هذا بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي عرفتها المرحلة حيث توالي سنوات الجفاف والمجاعة ثم تفشي داء الطاعون. ومنذ ق 15م شن البرتغاليون هجمة استعمارية على المغرب شملت السواحل الأطلسية والمتوسطية، احتلت على إثرها سبتة من أجل السيطرة على التجارة الدولية للمواد النفسية واستغلال السودان، كما شكلت عبدة ودكالة المصدر الأساسي للتزود بالحبوب. في خضم هذه الأوضاع قامت الدولة السعدية سنة 1511 بثبني الجهاد والمقاومة من أجل توحيد المغرب، فقضت على الوطاسيين سنة 1554م .
ب- التنظيم الإداري المركزي
كان السلطان يترأس الجهاز الإداري وحمل كل ألقاب الخلافة اعتبار للأصل العربي السعدي ونسبهم الشريف واتخذ المغرب المركزي في عهد أحمد المنصور شكل جهاز سياسي إداري قوي شمل إلى جانب السلطان عدة مناصب عليا .  
ج- أهم المناصب في الإدارة الإقليمية :
بالنسبة للإدارة المحلية أو الإقليمية خضعت بدورها لتنظيم يدل على تطور واستقرار مؤسسات الدولة وعن حرصها على بسط نفوذها فتم توزيع البلاد إلى 12 ولاية أو إقليم أسندت إدارتها لعناصر تحظى بثقة المخزن .
2- إبراز أهمية المؤسسات العسكرية في الدولة السعدية خلال ق 16 : 
شهد الجهاز العسكري بدوره عناية خاصة منذ بداية عهد السعديين، فعملوا على تسليحه وتطوير مهاراته لمواجهة خصومهم في الداخل والخارج، فأعد المنصور جيشا نظاميا ذا فرق مرتبة ومتميزة بلباسها وأسلحتها ومهامها ويخضع للتدريب ويتلقى أجرته من بيت المال، وقد كان الجيش المغربي في عهد السعديين يتكون من العرب والعجم والأتراك والأندلسيين وعناصر بربرية وجيش مسيحي اعتنق الإسلام بعد أسره. إضافة إلى إعتماد الجيش السعدي على العناصر التركية، كما كانت سياسته تقوم على الكثير من التنظيمات العسكرية العثمانية، فاعتمد في آلاته العسكرية على المدافع والبنادق. كما طمح المنصور إلى تكوين إمبراطورية إسلامية غرب إفريقيا تكون قادرة على درء الأخطار الخارجية لاسيما بعد تزايد أطماع العثمانيين والإيبيريين، وقد تمكن من ذلك إذ ضم السودان فتقوت روابطه بالمغرب وجنى المنصور من ذلك الكثير من الذهب فلقب بالمنصور الذهبيإلا أن إحداث الجهاز العسكري ارتبط بعدة مظاهر في عهد المنصور الذهبي، إنتاج الكور والبارود وصنع المدافع التي كانت تضاهي المدافع الأوربية، وقد استغل في ذلك بعض المعادن المحلية كالنحاس الحديد، الفضة، وملح البارود. كما ثم الإهتمام بالأسطول البحري لتعزيز القواة السعدية بالشواطئ وفرض وجودها وتحكمها في الطرق التجارية البحرية وتشديد الرقابة في وجه السفن الأوربية وقد جنت الكثير من الغنائم من وراء ذلك
III- تباينت الأوضاع الدينية والإجتماعية في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م :
1- الأوضاع الدينية والإجتماعية في الإمبراطورية العثمانية :
 كانت الإمبراطورية العثمانية تجمع بين شعوب متعددة الأعراق والديانات والثقافات وتتكون من ولايات لكل منها تراتها التاريخي المختلف مما فرض عليها ضرورة تبني التسامح الديني وعدم الإقتصاء وحماية الإستقلال وتمتل هذا التنوع الثقافي في
- انتشار الديانة المسيحية الأورتودكسية بعد ضم القسطنطينية
- المذاهب السائدة في الإمبراطورية هي المذهب السني مما يفسر خلافهم المستمر مع الصفويين الشيعة.  
- انتشار المذهب الحنفي بشكل كبير داخل الإمبراطورية وتهميش المذهب المالكي.  
- تعدد الطرق الصوفية رغم معارضة فقهاء السنة لها نظرا لمساهمتها في إحياء الحماس الديني إبان أول مراحل التوسع العثماني وخاصة فرقة الدراويش.
على العموم كانت لدوي المناصب الدينية امتيازات عديدة منها إعفاءات من الضرائب و مناصب مهمة أملاك و ضيعات...
- شكلت الديانة الإسلامية أهم ديانة لأغلب السكان وحظي رجال الدين بمكانة هامة مما أدى إلى خضوعهم للهرمية. المفتي الأكبر أو شيخ الإسلام ، قاضيا (الرملي والأناضول) + 17 قاضيا
2- الأوضاع الدينية والإجتماعية في المغرب السعدي خلال القرن 16 : 
أ- الأوضاع الدينية : 
لعبت الزوايا دورا كبيرا كمؤسسة دينية إجتماعية : نشر العلم والمعرفة، مركز للصلاة والذكر والأدعية تقوم بدور تربوي مهم في الأوساط الشعبية ومأوى للمحتاجين وعابري السبيل. كما تعتبر الزاوية الجزولية من أهم الزوايا خلال هذه المرحلة وعنها تفرقت أهم الزوايا.
ب- الأوضاع الإجتماعية :  
تكون المجتمع المغربي في ظل الدولة السعدية خلال ق 16م  من فئات اجتماعية متنوعة  منها :
الفئة العليا : المكونة من رجال الحكم و قادة الجيش ، تمتعت هذه الفئة بامتيازات كبيرة .
الفئة الوسطى : تشكلت من اعيان المدن الذين اعتمدوا في حياتهم على التجارة و الصناعة .
العامة : تكونت من الفلاحين الصغار و العمال الفلاحيين و المشتغلون في قطاع الحرف . 
خاتمة

أدت التحولات السياسية بالبحر الأبيض المتوسط خلال القرن 16م إلى تقوية العثمانيين والسعديين للأجهزة الإدارية والعسكرية والحفاظ على الخصوصيات الدينية والإجتماعية لضمان الصمود في وجه المد المسيحي الإيبيري
{ Read More }


IconIconIconFollow Me on Pinterest

Blogger news

Blogroll

What's Hot